الوطن ليس ارضا ولا سماء.. ليس شمسا او هواء.. وهو - حتما - ليس تلك الحدود التي رسمها الاستعمار ، وقال لنا : تلك حدودكم.. الوطن غير ذلك.. هو صوت يوقظك قبل الفجر بنداء : الصلاة خير من النوم ، فلا تعرف هل تلعنه لانه اقلق نومك ، ام تشكره لانه نبهك لركعتين خير من الدنيا وما فيها ؟ هو صوت محمد رفعت باذان المغرب في رمضان ، و يداهمك الافطار وانت في الشارع ، فتمتد اليك الف يد بكوب من التمر بالحليب او اكياس تمر يرجوك صاحبها ان تفطر بها الوطن هو صباح تشرق عليك شمسه ، فتبتسم وانت مطمئن ان احبابك على بعد خطوات منك.. خطوات قد تطول او تقصر ، لكنها - في النهاية - خطوات.. ان تتنفس رئتاك هواء تعلم جيدا ان احبابك تنفسوه قبلك ، او على وشك ان يتنفسوه بعدك .. ان تسمع نشيدك الوطني فتشعر انه من اسخف ما سمعت ، والافضل لهم ان يلغوه ، ثم تسمعه في غربتك فتشعر انه من اجمل ما سمعت ، وتجد نفسك متلبسا بترديده بمنتهى الحماس ، رغم انك - غالبا - لا تعرف كيف تكمله بطريقة صحيحة ، وفي الغالب لا تعرف معنى كلماتهان تكره غباء الناس وتبلدهم ، وتؤكد لنفسك في كل لحظة ان الرصاص في الهواء هو ما اصابهم بالغباء ، وتلعنهم سرا او جهرا ، وتدعو الله ان يخرجك من بينهم الى (اي داهية ) ، والمقصود بالداهية طبعا اي مكان تشعر فيه انك انسان ، وحين تاتيك الفرصة للخروج قد تغتنمها ، لكنك - في قرارة نفسك - تعلم انك لم تكن تتمنى ذلك ، كنت تتمنى لو احتملك وطنك.. تخرج منه ولسان حالك يردد : " متغربيناش وتقولي قدرالوطن هو تلك البقعة التي تحبها وتكرهها.. في نفس الوقت.. هو ذكرياتك مع الاماكن.. سلم بيتك والشارع الذي اكتشفت بعد ان كبرت انه - فجاة - قد صار صغيرا .. هو جدران غرفتك تحمل صورا.. اي صور .. صورة مطربك المفضل تضعها في فترة مراهقتك ، ثم صورة جيفارا في فترة شبابك ، ثم تكتشف بعدها ان الصور جميعها سواء ، فتترك الجدار بدون صورهو جدران غرفتي التي احتلتها صورة كاظم الساهر لثلاثة اعوام ، ثم احتلها بعد ذلك وجه جيفارا وجسد فارس عودة النحيل وهو يوليني ظهره ويرفع قبضته الصغيرة بالحجر في وجه الدبابة ، وهضبة الجولان تحيطها الاسلاك الشائكة ، وحنظلة الغاضب من واقعنا العربي.. هو زوجي وابني يحتلان جدران قلبي وحنايا روحي .. صار الوطن حضن زوجي.. اينما كنا
ضبط المَثانة العَصبيَّة وطرق علاجها
-
ضبط المَثانة العَصبيَّة وطرق علاجها يقدمها لكم مركز الدكتور أحمد صقر
للجراحة بالفيوميشغل بال الكثير من مرضى المثانة والذين يعانون من كثرة
التبول، ويواجهون ...
قبل عامين (2)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من فضلك اترك تعليق