الثلاثاء، 7 أبريل 2009

يعني ايه كلمة وطن

الوطن ليس ارضا ولا سماء.. ليس شمسا او هواء.. وهو - حتما - ليس تلك الحدود التي رسمها الاستعمار ، وقال لنا : تلك حدودكم.. الوطن غير ذلك.. هو صوت يوقظك قبل الفجر بنداء : الصلاة خير من النوم ، فلا تعرف هل تلعنه لانه اقلق نومك ، ام تشكره لانه نبهك لركعتين خير من الدنيا وما فيها ؟ هو صوت محمد رفعت باذان المغرب في رمضان ، و يداهمك الافطار وانت في الشارع ، فتمتد اليك الف يد بكوب من التمر بالحليب او اكياس تمر يرجوك صاحبها ان تفطر بها الوطن هو صباح تشرق عليك شمسه ، فتبتسم وانت مطمئن ان احبابك على بعد خطوات منك.. خطوات قد تطول او تقصر ، لكنها - في النهاية - خطوات.. ان تتنفس رئتاك هواء تعلم جيدا ان احبابك تنفسوه قبلك ، او على وشك ان يتنفسوه بعدك .. ان تسمع نشيدك الوطني فتشعر انه من اسخف ما سمعت ، والافضل لهم ان يلغوه ، ثم تسمعه في غربتك فتشعر انه من اجمل ما سمعت ، وتجد نفسك متلبسا بترديده بمنتهى الحماس ، رغم انك - غالبا - لا تعرف كيف تكمله بطريقة صحيحة ، وفي الغالب لا تعرف معنى كلماتهان تكره غباء الناس وتبلدهم ، وتؤكد لنفسك في كل لحظة ان الرصاص في الهواء هو ما اصابهم بالغباء ، وتلعنهم سرا او جهرا ، وتدعو الله ان يخرجك من بينهم الى (اي داهية ) ، والمقصود بالداهية طبعا اي مكان تشعر فيه انك انسان ، وحين تاتيك الفرصة للخروج قد تغتنمها ، لكنك - في قرارة نفسك - تعلم انك لم تكن تتمنى ذلك ، كنت تتمنى لو احتملك وطنك.. تخرج منه ولسان حالك يردد : " متغربيناش وتقولي قدرالوطن هو تلك البقعة التي تحبها وتكرهها.. في نفس الوقت.. هو ذكرياتك مع الاماكن.. سلم بيتك والشارع الذي اكتشفت بعد ان كبرت انه - فجاة - قد صار صغيرا .. هو جدران غرفتك تحمل صورا.. اي صور .. صورة مطربك المفضل تضعها في فترة مراهقتك ، ثم صورة جيفارا في فترة شبابك ، ثم تكتشف بعدها ان الصور جميعها سواء ، فتترك الجدار بدون صورهو جدران غرفتي التي احتلتها صورة كاظم الساهر لثلاثة اعوام ، ثم احتلها بعد ذلك وجه جيفارا وجسد فارس عودة النحيل وهو يوليني ظهره ويرفع قبضته الصغيرة بالحجر في وجه الدبابة ، وهضبة الجولان تحيطها الاسلاك الشائكة ، وحنظلة الغاضب من واقعنا العربي.. هو زوجي وابني يحتلان جدران قلبي وحنايا روحي .. صار الوطن حضن زوجي.. اينما كنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اترك تعليق